السبت، 16 يونيو 2018

" لا تشغل نفسك ، سأتذكرك دائماً " جيمي فريزر

 #ترجمة مقطع من سلسلة #اوتلاندر #الكتاب_الثالث

"تعال معي ، ويلي. سأعطيك شيئًا لتحتفظ بهِ "
كان جيمي قد انتقل منذ فترة طويلة من مكوثه في عليّة الإسطبل ، وحصل على الغرفة الدافئة التي كانت مخصصة للسيد هيوز (السائس الأكبر سناً) بعد تقاعده .
كانت غرفة صغيرة ، ومفروشة بشكل بسيط للغاية ، ولكن لها ميزات أخرى كالدفء والخصوصية.
إلى جانب السرير ، والمقعد ، ووعاء الغرفة ، كانت هناك طاولة صغيرة ، تستند عليها الكتب القليلة التي يمتلكها ، وشمعة كبيرة في شمعدان فخاري ، وشمعة أصغر، سميكة وقصيرة ، وضِع على أحد جوانبها تمثال صغير للسيدة العذراء . كانت منحوتة من الخشب الرخيص ، أرسلته إليه أخته جيني ، رغم ذلك هي مصنوعة في فرنسا ، ولا تخلو من الفن.
"ما الغرض من هذه الشمعة ؟" سأل ويلي: " جدتي تقول الكاثوليك القذرين فقط من يحرقون الشموع أمام الصور الوثنية ". 




بأبتسامة ساخرة أجاب جيمي : "حسناً ، أنا كاثوليكي قذر ". "كما أنها ليست صورة وثنية ، على الرغم من ذلك ؛ إنه تمثال السيدة العذراء ".
" أنت كذلك ؟! "
من الواضح أن هذا الكلام ألهم الصبي . " لماذا يحرق الكاثوليك الشموع أمام التماثيل ، إذن؟"
فرك جيمي رأسه . "حسناً ، حسناً. هي .. ربما طريقة للصلاة والتذكر . تضيء الشمعة ، وتتلو الصلاة وتفكر في الناس الذين تهتم لأمرهم . وبينما هي تحترق ، فإن اللهب يُبقى على أستذكارك لهم ".
"مَن تتذكر؟" رمقه ويلي عبر شعره المشعث ، عيناه الزرقاوان كانتا تُظهران الاهتمام.
"أوه ، كثير من الناس. عائلتي في المرتفعات - أختي وعائلتها ، الأصحاب ، زوجتي".
أحيانا أحرق الشمعة في ذكرى فتاة شابة متهورة تدعى جنيف* ، (أسرّ الأخيرة بقلبه ولم يقلها ) .
عبسَ ويلي وقال . "ليس لديك زوجة."
"لا. ليس بعد الآن. لكنني أتذكرها دائمًا ".
أخرج ويلي أصبعه السبابة وبطرفه القصير والسمين لمس التمثال الصغير بحذر. بسطت المرأة يدها مرحبةً به ، طراز اللطف والأمومة ميّز نقش الوجه الجميل .
"أريد أن أكون كاثوليكياً قذراً ، أيضا ،" قالها ويلي بحزم .
" لا يمكنك ذلك!" هتف جيمي بوجه نصف متأثر ، نصف مستمتع " ستُجنّ جدتك وخالتك "
"أريد أن أفعل ذلك!" أوضحت ملامحه مستوى عالٍ من التصميم. " لن أخبر جدتي أو الخالة أيزابيل . لن أخبر أحداً . من فضلك ، ماك! أرجوك أسمح لي ! أريد أن أكون مثلك!"
تردد جيمي ، بين تأثره بحساسية الطفل نحوه ورغبته المفاجئة بمنح أبنه شيء أكثر من الحصان الخشبي المنحوت كهدية للوداع .
حاول أن يتذكر ما علمه الأب ماكموري في المدرسة حول المعمودية . لا بأس ان يقوم بها الشخص العادي ، هكذا فكر ، شرط أن تكون الحالة طارئة ، ولم يكن ثمة كاهن ليقوم بها .
من الممكن أعتبار الوضع الحالي ضمن الحالة الطارئة ، ولكن.. اندفع فجأةً للبحث عن إبريق الماء الذي احتفظ به قريباً من العتبة.
العينان الواسعتان كانت تشاهده بإعجاب ومهابة ، وهو يمسد شعره البني الناعم الى الخلف . ويغمس ثلاثة أصابع في الماء وترسم بعناية الصليب على جبهته .
قال بهدوء: "أنا أعمدكم وليام جيمس" باسم "الأب والابن والروح القدس". آمين."
رمش ويلي ، عبر عينيه سقطت قطرة ماء وتدحرجت على أسفل أنفه . أمسكها بلسانه ، ضحك جيمي ، رغماً عنه .
"لماذا ناديتني وليام جيمس؟" سأل ويلي بفضول . "أسمائي الأخرى كلارينس هنري جورج ".
جيمي أخفى ابتسامة. "يمكنك الحصول على اسم جديد عندما يتم تعميدك ؛ جيمس هو أسمك الكاثوليكي . وهو اسمي أيضاً . "
"أسمك ؟" كان ويلي مسروراً . "أنا كاثوليكي قذر الآن ، مثلك؟"
"أجل ، عالاقل هذا ما أستطيع القيام به ." ابتسم في وجه ويلي ، ثم ، اندفع لفكرة أخرى طرقت رأسه ، بحث في قميصه وتحت عنقه .
" هنا. احتفظ بهذا ، أيضا ، لتتذكرني ". وضع مسبحةً من خشب الزان بلطف فوق رأس ويلي . وحذّره قائلاً : " لا تسمح لأي شخص برؤية هذه ". "ولأجل الله ، لا تخبر أي شخص بأنك كاثوليكي ."
" لن أفعل " ، وعد ويلي . " ليس وأنا حياً " طوى المسبحة تحت قميصه ، ربت بعناية ليتأكد من أنها مخبأة.
"جيد". تحرك جيمي نحو الخارج مسد شعر ويلي مشيراً عليه بالمغادرة . "لقد حان الوقت لتناولك الشاي . من الأفضل ان تعود للمنزل الآن ".
أتجه ويلي نحو الباب ، لكنه توقف في منتصف الطريق ، فجأة عاوده الشعور بالاسى ، ربت بأحكامٍ على صدره .
" لقد قلت أحتفظ بها لتتذكرني . لكنني لم أمنحك شيئاً لتتذكرني به ! "
ابتسم جيمي قليلا. أنقبض قلبه بشدة ، وجد صعوبة بألتقاط أنفاسه للحديث ، لكنه أجبر الكلمات على الخروج.
" لا تُشغل نفسك " ، قال. "سوف أتذكرك".

ترجمتي 
من #كتاب #الرحالة (الكتاب الثالث من #سلسلة #الدخيلة ) / #ديانا_غابالدون 
____________________________________________
*جنيف : أم ويلي ، أبنة العائلة الانكليزية التي يعمل جيمي سائساً عندهم .
* كـ جيمي كثيرون منا ، يسمع أصحابه ، معارفه يشتمون (هويته ، مدينته أو طائفته ، ..الخ) فنبتسم لكسر الأهانة تحت أسنان السخرية دون ضغينة .
كـ ويلي بعضُ منا ، يحمل هوية بيئته ، وقلبه ينتمي لهوية من يُحب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق