الخميس، 7 أبريل 2022

من هي فلورا ماكدونالد Flora MacDonald

 أحد الأفلام القديمة والذي أُنتج في زمن الأبيض والأسود تظهر فلورا ماكدونالد على أنها أحدى جميلات العوائل النبيلة اللواتي هتفن لأستقبال الأمير في ادنبره من شرفات منازلهن . ترمي الى الأمير بـ (وردة بيضاء _رمز ستورايت) فيلتقطها وتبدأ بينهما قصة حب تنتهي على شواطيء اسكتلندا في ليلة هروب الأمير. تلك هي الصورة التي عُرفت بها فلورا في الذاكرة الشعبية ولدى الاسكتلنديين تحديداً ، لكن معظم المؤرخين لديهم قصة مختلفة كثيراً .

 


فلورا هي الابنة الثالثة والأخير لرونالد ماكدونالد وهو أحد نبلاء ماكونالد في جزيرة سكاي . ولدت في عام 1722. توفي والدها بعد ولادتها بأعوام قليلة . تزوجت والدتها من رجل آخر من عشيرة ماكدونالد يدعى (هيو) أما فلورا فقد ترعرعت على يد أحد أبناء عمومة والدها ويدعى ( السير الكسندر ماكدونالد).

لم يتم الجزم فيما أذا كانت ميول فلورا الى اليعاقبة او للموالين للتاج في ذلك الوقت ( فترة انتفاضة اليعاقبة) ، فأحد أبناء عمومتها هو من أهم الشعراء اليعاقبة لكن زوج والدتها كان قائداً لميليشيا موالية للتاج . وما يدعم أنها لم تكن من اليعاقبة هو ان عائلتها هم من الأقلية في عشيرة ماكدونالد التابعين للطائفة البروستانتية (المشيخية) فأغلبيتهم كانوا من الكاثوليك .


تأريخياً  :
التقت فلورا بتشارلي لأول مرة بعد شهرين من واقعة كلودين في يونيو 1746 وكان عمرها 23 عاماً تقريباً ، كان الأمير هارباً برفقة القليل جداً من أتباعه المقربين اذ تم القاء القبض على أغلبهم وكانت هناك جائزة كبيرة معلنة لمن يقوم بتسليمه . 
كانت فلورا في زيارة لمنطقة  بينبيكولا التي كانت تحت سيطرة ميليشيا هيو ماكدونالد ( زوج والدة فلورا) لذلك كان من السهل على فلورا استخراج التصاريح الأمنية التي سهّلت لها التنقل دون تدقيق مشدد .

أستطاعت فلورا تهريب الأمير تشارلي بعد ان تنقّل برفقتها على أساس انه خادمتها الايرلندية الحائكة ( بيتي بيرك) و استأجرت قارب صيّاد وسافرت برفقته مع خادمة أخرى و ستة رجال حتى وصلت الى كيلموير ومن هناك ودّعها الأمير فيما يُعرف الأمير بـ(نقطة الأمير) متجهاً نحو جزيرة سكاي ومنها الى فرنسا.

 

فيما بعد تم القاء القبض على الصياد (صاحب القارب) فأعترف وتم القاء القبض على فلورا وأُخذت الى لندن لمحاكمتها ، ظلّت فلورا معتقلة في برج لندن ويُعتبر من أسوء المعتقلات ، غير ان الكثير من الشخصيات النبيلة توّسطت لها ليتم إخراجها من البرج و وضعها تحت الإقامة الجبرية لأنها شخصية مثيرة للاعجاب بظرفها وشجاعتها ولطفها ويُقال ان أمير ويلز (أحد أبناء الملك جورج الثاني) التقى بها وسألها عن سبب مساعدتها لتشارلي فقالت : انها كانت ستقدم المساعدة ذاتها له لو كان في مكانه لأن دوافعها أنسانية وليست عقائدية . أطلق سراحها فيما بعد بكفالة كبيرة ساهم بجمعها المعجبون بشخصيتها وضمنهم أمير ويلز .

تزوجت قريبها آلان ماكدونالد ، كان عسكرياً في الجيش البريطاني ورغم انه ورث عن والده الكثير الاّ انه خسر أملاكه في تجارة خاسرة للماشية .
سافرت برفقة زوجها واطفالها الى المستعمرات وتحديداً كارولينا الشمالية عام 1774 وحظيت بأستقبال وحفاوة لدى الاسكتلنديين هناك بأعتبارها بطلة وأمرأة شجاعة . وسرعان ما وجدت نفسها في خضم الصراع من جديد عند اندلاع الثورة الامريكية فأنحازت الى الموالين للتاج بأعتبار زوجها قائد كتيبة في الميليشيات الموالية وابنائها (جيمس والكسندر ) من ضمن المجندين .

ورغم مصادرة أموالها و تدهور احوالهم الاّ انها استطاعت العودة في النهاية الى جزيرة سكاي ودُفنت . 

ظلّت تسكن في المخيلة الشعبية للأسكتلنديين كعاشقة محاربة . وتحولت في الفترة الفكتورية الى أحد رموز للثقافة الغيليكية ، فشيد لها نصب برونزي أمام قلعة إينفيرنيس في عام 1896وسُميّت على اسمها رقصت الفالس الاسكتلندية وتُعتبر أشهر اغنية شعبية هي الاغنية (سكاي بوت _ قارب جزيرة سكاي) التي أُتخذت مقدمة غنائية لسلسة اوتلاندر .


في سلسلة اوتلاندر لديانا غابالدون جاء ذكرها لأول مرة في الكتاب السادس ( انفاس الجليد والنار) حينما أقامت جاكوستا خالة جيمي حفلاً على شرف فلورا بعد وصولها لكارولينا الشمالية .


في المسلسل ظهرت في الحلقة الخامسة من الموسم السادس في مشاهد مماثلة لما تم ذكره في الرواية . ومثلت دورها الممثلة اسكتلندية المعروفة شونان ماكدونالد وقد مزحت بقولها أنها حصلت على الدور لأنها تحمل اللقب المناسب له .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق